صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

131 - إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ولد في ذي الحجة من سنة ثمان ، وتوفي في ربيع الأول غرة سنة عشر ، ودفن بالبقيع .

روى جابر بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي ، فانطلق بي إلى النخل الذي فيه إبراهيم ، فوضعه في حجره وهو يجود بنفسه ، فذرفت عيناه ، فقلت له: أتبكي يا رسول الله ، أولم تنه عن البكاء؟ فقال: "إنما نهيت عن النوح ، وعن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ، ومزامير الشيطان ، وصوت عند مصيبة وخمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان" .

وقال ابن نمير في حديثه: "إنما هذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق وأنها سبيل مأتية ، وأن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك [ ص: 11 ] حزنا هو أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون ، تدمع العين ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب" . قال محمد بن سعد: [حدثني إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن أيوب] ، عن عمرو بن سعيد ، قال: لما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن إبراهيم ابني ، وإنه مات في الثدي ، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة" . وروى محمد بن سعد ، [عن وكيع بن الجراح ، وهشام بن عبد الملك أبو أيوب الطيالسي ، ويحيى بن عباد ، عن شعبة ، قال: سمعت عدي بن ثابت ، ] عن البراء بن عازب ، قال: "لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أما إن له مرضعا في الجنة" . [وروى ابن سعد ، عن البراء أيضا ، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنه إبراهيم ، ومات وهو ابن ستة عشر شهرا ، وقال: "إن له لظئرا تتم رضاعه في الجنة وهو صديق"] .

وروى ابن سعد ، عن جابر ، عن عامر ، قال: توفي إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرا .

قال مؤلف الكتاب: وفي يوم [موت] إبراهيم كسفت الشمس .

[أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا [ ص: 12 ] أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا عبد الله بن موسى ، أخبرنا إسرائيل ، عن زياد بن علاقة ، عن] المغيرة بن شعبة ، قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، ولا ينكسفان لموت أحد ، فإذا رأيتموهما فعليكم بالدعاء حتى يكشفا" . وروى محمد بن سعد ، [عن محمد بن عمر قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي ، عن المنذر بن عبيد] ، عن عبد الرحمن بن حسان [بن ثابت ، عن أمه] سيرين ، قالت:

حضرت موت إبراهيم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما صحت أنا وأختي ما ينهانا ، فلما مات نهانا عن الصياح ، وغسله الفضل بن العباس ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعباس جالسان ، ثم حمل فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على شفير القبر والعباس جالس إلى جنبه ، ونزل في حفرته الفضل بن عباس وأسامة بن زيد ، وأنا أبكي عند قبره ما ينهاني أحد ، وخسفت الشمس ذلك اليوم ، فقال الناس [ذلك] لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنها لا تخسف لموت أحد ولا لحياته" . ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرجة في اللبن ، فأمر بها أن تسد ، فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: "أما إنها لا تضر ولا تنفع ، ولكن تقر عين الحي ، وإن العبد إذا عمل عملا أحب الله عز وجل أن يتقنه" . ومات يوم الثلاثاء لعشر [ليال] خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر . [ ص: 13 ]

132 - باذام ملك اليمن:

كان أسلم وأسلم أهل اليمن ، فجمع له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليمن كلها فتوفي في هذه السنة

133 - [عبد الله بن] عمرو بن صيفي ، أبو عامر الراهب:

كان قد ترهب وانتظر خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما خرج حسده وجحد نبوته ، وقاتل يوم أحد ، فلما فتحت مكة هرب إلى قيصر ، فمات هناك في هذه السنة .

قال مؤلف الكتاب: وقد ذكرنا طرفا من أخباره في قصة ولده حنظلة في سنة ثلاث من الهجرة . [ ص: 14 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية