صفحة جزء
ومن الحوادث استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل البقيع

[أنبأنا الحسين بن أحمد بن عبد الوهاب ، وإسماعيل بن أبي بكر المصرف ، وعلي بن عبد الله الزاغوني ، وعبد الرحمن بن محمد القزاز ، ومحمد بن الحسن الماوردي ، وأحمد بن محمد الطوسي ، حدثنا أبو الحسن بن النقور ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يوسف السختياني ، حدثنا السري بن يحيى ، حدثنا شعيب بن إبراهيم التيمي ، حدثنا سيف بن عمر ، عن مبشر بن الفضل ، عن عبيد بن حنين ، ] عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال:

أهبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحرم مرجعه من حجته وما أدري ما مضى من الليل [ ص: 15 ] أكثر أو ما بقي فقال: "انطلق ، فإني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع" ، فخرجت معه فاستغفر لهم طويلا ، ثم . قال: "ليهنكم ما أصبحتم فيه ، أقبلت الفتن مثل قطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ، يا أبا مويهبة إني قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك والجنة وبين لقاء ربي والجنة" ، فقلت:

بأبي أنت وأمي خذ خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، قال: "لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة" .
ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واشتكى بعد ذلك بأيام .

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا الأهيم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا أكثم بن فضيل ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبيد بن جبير] ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على أهل البقيع فصلى عليهم في ليلة ثلاث مرات ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال: "يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي" ، حتى انتهى إليهم ، فلما انتهى إليهم نزل عن دابته وأمسكت الدابة ووقفت ووقف عليهم ثم قال: ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس ، أتت الفتن كقطع الليل [المظلم] يركب بعضها بعضا ، الآخرة شر من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه" ثم رجع وقال: "يا أبا مويهبة إني أعطيت - أو خيرت [بين مفاتيح] ما يفتح على أمتي من بعدي والجنة أو لقاء ربي" قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله فاخترنا ، قال: " [لأن ترد على عقبها ما شاء الله] فاخترت لقاء ربي" . فلما لبث بعد ذلك الاستغفار إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وآله وسلم . [ ص: 16 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية