صفحة جزء
ذكر الثياب التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا أبو بكر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل ، حدثنا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أبي بردة ، قال: أخرجت إلينا عائشة كساء ملبدا ، وإزارا غليظا ، فقالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذين .

أخرجاه في الصحيحين . [ ص: 42 ]

ومن الحوادث اختلاف أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم هل مات أو لا فأعلمهم بموته أبو بكر والعباس رضي الله عنهما

أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا يعقوب [بن إبراهيم] بن سعد ، [عن أبيه] ، عن صالح [بن كيسان] ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني أنس ، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكى الناس بكاء شديدا ، فقام عمر بن الخطاب في المسجد [خطيبا] فقال: لا أسمعن أحدا يقول إن محمدا قد مات ، ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى بن عمران . فلبث عن قومه أربعين ليلة ، والله إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات .

وقال عكرمة: ما زال عمر رضي الله عنه يتكلم ويوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه ، فقال له العباس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأسن كما يأسن البشر ، وإنه قد مات ، فادفنوا صاحبكم ، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين؟ هو أكرم على الله من ذلك ، فإن كان كما يقولون فليس على الله بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله .

أخبرنا أبو الوقت ، قال: أخبرنا ابن المظفر ، أخبرنا ابن أعين ، قال: أخبرنا الفربري ، قال: حدثنا البخاري ، قال: حدثنا يحيى بن بكير ، قال: حدثنا الليث ، عن [ ص: 43 ] عقيل ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني أبو سلمة ، أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد ، فلم يكلم الناس أحدا حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مغشي بثوب حبرة ، فكشف عن وجهه ، ثم أكب عليه فقبله وبكى . ثم قال: بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها .

وحدثني أبو سلمة ، عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر يكلم الناس ، فقال: اجلس يا عمر ، فأبى عمر أن يجلس ، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر رضي الله عنه ، فقال أبو بكر: "أما بعد ، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، قال الله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل [أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا] وسيجزي الله الشاكرين قال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر: فتلقاها منه الناس كلهم ، فما أسمع بشرا إلا يتلوها .

وأخبر سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب ، قال: والله ما هو إلا أن [ ص: 44 ] سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي ، وحتى أهويت إلى الأرض ، [وعرفت] حين سمعته تلاها [أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مات] .

التالي السابق


الخدمات العلمية