صفحة جزء
ذكر غسله وتكفينه صلى الله عليه وآله وسلم

[أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، عن ابن إسحاق ، قال: حدثني حسين بن [ ص: 45 ] عبد الله ، عن عكرمة] ، عن ابن عباس ، قال: لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس [بن عبد المطلب] ، وعلي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد [بن حارثة] ، وصالح مولاه ، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري - [ثم أحد بني عوف بن الخزرج] ، وكان بدريا - علي بن أبي طالب ، فقال له: يا علي ، نشدتك الله ، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

قال: فقال له علي: ادخل ، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يل من غسله شيئا . قال: فأسنده علي إلى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي ، وكان أسامة وصالح يصبان الماء ، وجعل علي يغسله ، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا مما يرى من الميت ، وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا . حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان يغسل بالماء والسدر ، جففوه ، ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب ، ثوبين أبيضين ، وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين ، فقال: ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح - وكان أبو عبيدة يصرخ لأهل مكة - وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري - وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة .

قال: ثم قال العباس لهما حين سرحهما: اللهم خر لرسولك قال: فذهبا ، فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة ، فجاء به ، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .


[أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري ، أخبرنا [ ص: 46 ] أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا عمر بن الحسن الشيباني ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان بن عيينة] ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي ، والفضل ، والعباس ، وأسامة بن زيد ، وغسل ثلاث غسلات بماء وسدر من بئر لسعد بن خيثمة كان يشرب منها .

قال أبو بكر: [وحدثنا أبو خيثمة ، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس ، قال: حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه] ، عن عائشة ، قالت:

كفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة .

[أخبرنا ابن الحصين ، قال: أخبرنا ابن المذهب ، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا يعقوب ، قال: حدثنا أبي ، عن أبي إسحاق ، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه] ، عن عائشة ، قالت: لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختلفوا فيه ، فقالوا: والله ما ندري ما نصنع؟

أنجرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما نجرد موتانا ، أن نغسله وعليه ثيابه؟

[قالت]: فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السنة ، حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائما .

قالت: ثم كلمهم من ناحية البيت لا يدرون من هو ، فقال: اغسلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه ثيابه . قالت: فثاروا إليه فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر ، وتدلكه الرجال بالقميص . وكانت تقول: لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا نساؤه .
[ ص: 47 ]

[قال أحمد: وحدثنا يحيى بن يمان ، عن حسن بن صالح] ، عن جعفر بن محمد ، قال: كان الماء يستبقع في جفون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان علي يحسوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية