صفحة جزء
ومن الأحداث أن آدم أخذ في البكاء إلى أن نزلت عليه التوبة :

قال ابن عباس : بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعم الجنة مائتي سنة ، لم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ، ولم يقرب آدم حواء مائة سنة . [ ص: 213 ]

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، أخبرنا علي بن أحمد الملطي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن دوست ، حدثنا ابن صفوان ، حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا هشام ، عن الحسن ، قال: أهبط آدم [من] الجنة فبكى ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يلتفت إلى المرأة ولا يضع يده عليها .

قال القرشي: وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم ، قال: حدثني سعد بن يونس ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي الهذيل ، عن وهب بن منبه ، قال: أوحى الله إلى آدم : يا آدم ما هذه الكآبة التي بوجهك والبلية التي قد أحاطت بك؟ قال: خروجي من دار البقاء إلى دار الفناء ، من دار النعم إلى دار الشقاء . قال: ثم إن آدم سجد سجدة على جبل الهند مائة عام يبكي حتى جرت دموعه في وادي سرنديب ، فأنبت الله لذلك الوادي من دموع آدم الدار صيني والقرنفل ، وجعل طير ذلك الوادي الطواويس ، ثم إن جبريل أتاه فقال: يا آدم ارفع رأسك فقد غفر لك ، فرفع رأسه ثم أتى البيت فطاف أسبوعا فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثم أتى موضع المقام وصلى فيه ركعتين ، وبكى حتى جرت دموعه على الأرض .

قلت: وكان السبب في قبول توبة آدم أنه تلقى كلمات فقالها فتيب عليه ، وذلك قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه .

واختلف المفسرون في تلك الكلمات على وجوه قد ذكرناها في التفسير ، والذي نختاره من الأقوال .

ما أخبرنا به محمد بن عبد الله بن حنيف ، أخبرنا علي بن الفضل ، أخبرنا محمد بن عبد الصمد ، أخبرنا عبد الله بن أحمد . حدثنا إبراهيم بن خريم ، حدثنا عبد الحميد بن حميد ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي ، عن [ ص: 214 ] زهير بن معاوية الجشمي ، عن خصيف ، عن مجاهد : فتلقى آدم من ربه كلمات . قال: هو قوله: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا . . . إلى آخر الآية .

قال قتادة : تاب الله على آدم يوم عاشوراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية