صفحة جزء
ذكر فتح دمشق

كان عمر رضي الله عنه قد عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة على جميع [ ص: 143 ] الناس ، فالتقى المسلمون والروم حول دمشق فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم هزم الله الروم ، فدخلوا دمشق فتحصنوا بها فرابطهم المسلمون ستة أشهر حتى فتحوا دمشق وأعطوا الجزية ، وكان الصلح على يدي خالد ، وكان قد قدم على أبي عبيدة كتاب بتوليته وعزل خالد ، واستحى أبو عبيدة أن يقرئه الكتاب . فلما فتحت أظهر أبو عبيدة ذلك ، وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب ، وكان حصارها ستة أشهر .

وقال ابن إسحاق: بل كانت في سنة ثلاث عشرة .

وروى سيف عن أشياخه: أن أبا عبيدة استخلف على اليرموك بشير بن كعب ، وخرج حتى نزل بالصفر يريد اتباع الفالة ، فأتاه خبرهم أنهم أرزوا إلى فحل . وأتاه الخبر أن المدد قد أتى أهل دمشق من حمص ، فلم يدر أيبدأ بدمشق أم بفحل ، فكتب بذلك إلى عمر ، ولما جاء فتح اليرموك ، إلى عمر أقر الأمراء على ما استعملهم عليه أبو بكر رضي الله عنه إلا خالد بن الوليد فإنه ضمه إلى أبي عبيدة ، وعمرو بن العاص فإنه أمره بمعونة الناس ، حتى يصير الحرب إلى فلسطين ثم يتولى حربها .

وكتب إلى أبي عبيدة: ابدءوا بدمشق فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم ، واشغلوا عنكم أهل فحل بخيل تكون بإزائهم . فحاصروا دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا ، وقاتلوهم بالمجانيق [فكان أبو عبيدة على ناحية ، ويزيد على ناحية] ، وعمرو على ناحية .

وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع ، وكان بين دمشق وحمص ، وهرقل يومئذ بحمص ، وقد استمدوه ، وجاءت خيل هرقل مغيثة لأهل الشام ، فأشجتها الخيول التي مع ذي الكلاع . فأيقن أهل دمشق أن الأمداد لا تصل إليهم ، فأبلسوا ، فصعد قوم من أصحاب خالد بالأوهاق إلى السور فكبروا . وجاء المسلمون إلى الباب ، وقتل خالد البوابين ودخل عنوة ودخل غيره مصالحا ، وكان صلح دمشق على المقاسمة في الدينار [ ص: 144 ] والعقار ، ودينار [عن] كل رأس ، وبعثوا بالبشائر إلى عمر .

وقال ابن إسحاق: كانت وقعة فحل قبل دمشق ، وكانت في سنة ثلاث عشرة في ذي القعدة .

ذكر فتح بيسان

لما فرغ شرحبيل من وقعة فحل نهد في الناس ومعه عمرو إلى [أهل] بيسان ، فنزلوا عليهم فحاصروهم أياما ، ثم إنهم خرجوا عليهم فقاتلوهم ، فأناموا من خرج إليهم ، وصالحوا بقية أهلها ، فقبل ذلك على صلح دمشق .

ذكر طبرية

وبلغ أهل طبرية الخبر ، فصالحوا أبا الأعور على أن يبلغهم شرحبيل ، ففعل ، فصالحوهم على صلح دمشق ، وتم صلح الأردن ، وتفرقت الأمداد في مدائن الأردن وقراها ، وكتب إلى عمر بالفتح .

التالي السابق


الخدمات العلمية