صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

304 - أسماء بنت عميس :

أسلمت بمكة قديما ، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب ، فولدت له هناك عبد الله ، ومحمدا ، وعونا ، ثم قتل عنها جعفر فتزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر ، ثم توفي عنها وأوصى أن تغسله ، ثم تزوجت بعده بعلي بن أبي طالب ، فولدت له يحيى وعونا .

305 - سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم ، أبو سعد :

شهد بدرا وأحدا ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وبايعه على الموت ، وجعل ينضح عنه بالنبل ، وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد يوم صفين مع علي .

وتوفي بالكوفة في هذه السنة ، فصلى علي عليه وكبر عليه خمسا ، وقيل: ستا ، وقال: إنه بدري . [ ص: 155 ]

306 - صهيب بن سنان بن مالك ، أبو يحيى :

وأصله من النمر بن قاسط ، وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل ، فأغارت الروم عليهم فسبت صهيبا وهو غلام صغير ، فنشأ بالروم ، فابتاعته كلب منهم ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان منهم ، فأعتقه ، فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان . وبعث النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله به من الكرامة ، ومن به عليه من الإسلام .

وأما أهل صهيب وولده فيقولون: بل هرب من الروم حين بلغ ، فقدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان فأقام معه إلى أن هلك .

وكان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، بل هو إلى القصر أقرب ، وكان كثير شعر الرأس ، وكان يخضب بالحناء ، ولما أسلم عذب فصبر ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال عمر رضي الله عنه لأهل الشورى ليصل بكم صهيب ، فصلى بهم المكتوبات ، وقدموه فصلى على عمر رضي الله عنه .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيوية ، قال: أخبرنا ابن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: أخبرنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر ، قال: حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، قال: قال عمار بن ياسر:

لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فقلت: ما تريد؟ فقال: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أدخل على محمد فأسمع كلامه ، قال: وأنا أريد ذلك ، قال: فدخلنا عليه ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ونحن مستخفون . فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضع وثلاثين رجلا . [ ص: 156 ]

قال محمد بن سعد: وأخبرنا سليمان بن حرب ، وعفان ، وموسى بن إسماعيل ، قالوا: حدثنا حماد بن سلمة ، قال: أخبرني علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال: أقبل صهيب نحو المدينة مهاجرا ، واتبعه نفر من قريش ، فنزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ، ثم قال: يا معاشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، فافعلوا ما شئتم ، وإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي ، ففعل ، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "ربح البيع أبا يحيى ، ربح البيع" قال: ونزل قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد . توفي صهيب في هذه السنة ، وهو ابن سبعين سنة ، ودفن بالبقيع في المدينة .

307 - صفوان بن بيضا - أخو سهيل :

شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في رمضان هذه السنة ، وليس له عقب .

308 - محمد بن أبي بكر:

وقد ذكرنا صفة قتله ، وإن معاوية بن حديج أحرقه بالنار ، وكان قتله في صفر من هذه السنة . [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية