صفحة جزء
فصل

واختلفوا في موضع دفنه عليه السلام .

فأخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر ، قال: أخبرنا الوليد بن بكر ، قال: حدثنا علي بن أحمد بن [زكريا ، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد] بن عبد الله العجلي ، قال: حدثني أبي ، قال: علي بن أبي طالب قتل بالكوفة ، [قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، وقتل عبد الرحمن الحسن بن علي ] ، ودفن بها ، ولا يعلم أين موضع قبره .

وفي رواية: أنه دفن مما يلي قبلة المسجد . وقيل: عند قصر الإمارة .

وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حوله ابنه الحسن إلى المدينة ، فدفن بالبقيع عند قبر فاطمة عليها السلام .

وفي رواية: أنهم خرجوا به يريدون المدينة ، فضل البعير الذي هو عليه ، [ ص: 178 ] فأخذته طيئ يظنونه مالا . فلما رأوه دفنوا الصندوق بما فيه .

كان هذه الروايات رواها أبو بكر الخطيب . وقال: حكى لنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن مطينا كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة ، هذا قبر المغيرة بن شعبة . والله أعلم أي الأقوال أصح .

أما البرك بن عبد الله: فإنه مضى تلك الليلة ، فقعد لمعاوية ، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه فوقع السيف في أليته ، فأخذ ، فقال له: إن عندي خبرا أسرك به ، فإن أخبرتك فنافعي ذلك عندك؟ قال: نعم ، قال: إن أخا لي قتل عليا في هذه الليلة ، قال: فلعله لم يقدر على ذلك ، قال: بلى ، إن عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه ، فأمر به معاوية فقتل .

وبعث معاوية إلى الطبيب ، فلما نظر إليه قال: اختر إحدى خصلتين: إما أن أحمي حديدة وأضعها موضع السيف ، وإما أن أسقيك شربة تقطع عنك الولد وتبرأ ، فإن ضربتك مسمومة ، فقال معاوية: أما النار فلا صبر لي عليها ، وأما انقطاع الولد فإن في يزيد وعبد الله ما تقر به عيني ، فسقاه تلك الشربة فبرأ ولم يولد له بعدها . وأمر معاوية عند ذلك بالمقصورة ، وحرس الليل ، وقيام الشرطة على رأسه إذا سجد .

وأما عمرو بن بكر: فجلس لعمرو تلك الليلة فلم يخرج ، وكان اشتكى بطنه ، فأمر خارجة بن حذافة صاحب شرطته ، فخرج ليصلي ، فشد عليه وهو يرى أنه عمرو ، فضربه ، فأخذه الناس وانطلقوا به إلى عمرو ، فقال: من هذا؟ فقالوا: عمرو ، [ ص: 179 ] قال: فمن قتلت؟ قالوا: خارجة ، قال: أما والله يا فاسق ما أردت غيرك ، فقال عمرو أردتني وأراد الله خارجة . فقتله عمرو .

التالي السابق


الخدمات العلمية