صفحة جزء
وفي هذه السنة ولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان

وذلك أنه لما مات زياد ، وفد عبيد الله على معاوية ، فقال له معاوية : من استخلف أخي على عمله بالكوفة ؟ قال : عبد الله بن خالد بن أسيد ، قال : وعلى البصرة سمرة بن جندب ، فقال : لو استعملك أبوك لاستعملتك .

وكان معاوية إذا أراد أن يولي رجلا من بني حرب ولاه الطائف ، فإن رأى فيه ما يعجبه ولاه مكة معها ، فإن أحسن الولاية جمع له معها المدينة ، فكان إذا ولى الطائف رجلا قيل : هو في أبي جاد ، وإذا ولاه مكة قيل : هو في القرار ، فإذا ولاه المدينة قيل : هو قد حذق .

فولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان وهو ابن خمسة وعشرين سنة ، فقدمها وقطع النهر إلى جبال بخارى ، ففتح راميثن ، ونصف بيكند - وهما من بخارى - ولقي الترك ببخارى ومع ملكهم امرأته ، فلما هزمهم الله أعجلها المسلمون عن لبس خفيها ، فلبست أحدهما وبقي الآخر ، فأصابه المسلمون ، فقوموا الجورب بمائتي ألف درهم . وأقام بخراسان سنتين .

وفيها : حج بالناس في هذه السنة مروان بن الحكم وكان هو على المدينة ، [ ص: 268 ] وكان على الكوفة عبد الله بن خالد بن أسيد ، وقيل : بل كان الضحاك بن قيس . وكان على البصرة عبد الله بن عمرو بن غيلان .

التالي السابق


الخدمات العلمية