صفحة جزء
وفي هذه السنة : عزل يزيد الوليد بن عتبة عن المدينة ، عزله في رمضان ، وأمر عليها عمرو بن سعيد ، فقدمها ، ووجه عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير إلى أخيه عبد الله بن الزبير ليقاتله ، لما كان يعلم ما بينه وبين أخيه عبد الله ، ووجه معه أنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمائة - وقيل : في ألفين - فعسكر في الجرف فجاء مروان بن الحكم إلى عمرو بن سعيد ، فقال له : لا تقرب مكة واتق الله ، ولا تحل حرمة البيت ، وخلوا ابن الزبير فقد كبر وهو رجل لجوج . فقال عمرو : والله لنقاتلنه في جوف الكعبة ، وسار أنيس حتى نزل بذي طوى ، وسار عمرو بن الزبير إلى أخيه الأبطح ، فأرسل عمرو بن الزبير إلى أخيه أن الخليفة قد حلف لا يقبل منك حتى يؤتي بك في [ ص: 325 ] جامعة ، فبر يمينه وتعال اجعل في عنقك جامعة من فضة . فأرسل ابن الزبير عبد الله بن صفوان إلى أنيس في جامعة ، فقاتلوه ، فهزم أنيس وتفرق عن عمرو جماعة من أصحابه ، واستعمل عمرو بن سعيد على شرطته مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، وأمره بالشدة على الناس ، فهدم الدور ، وضرب الرجال ، وأرسل إلى المنذر بن الزبير ، فجاءوا به ملببا ، فقال المسور بن مخرمة : اللهم إنا نعوذ بك من أمر هذا أوله . فلما حضر وقت الحج حج عمرو ، وأظهر السلاح وأظهر ابن الزبير السلاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية