صفحة جزء
وفي هذه السنة مات مروان ، وقام مكانه ابنه عبد الملك . [ ص: 39 ]

باب ذكر خلافة عبد الملك بن مروان

هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، ويكنى أبا الوليد ، وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص .

ولد في سنة ست وعشرين هو ويزيد بن معاوية .

وقيل: ولد في سنة أربع وعشرين ، وحمل به ستة أشهر فقط ، وكان أبيض .

وقيل: كان آدم طوالا كثير الشعر كبير اللحية والعينين ، مشرق الأنف ، دقيق الوجه ، مضبب الأسنان بالذهب ، كان فقيها راويا ناسكا ، يدعى حمامة المسجد ، شاعرا .

وقيل لابن عمر: من نسأل بعدكم ، فقال: إن لمروان ابنا فقيها فسلوه .

وقال نافع: أدركت المدينة وما بها شاب أنسك ، ولا أشد تشميرا ، ولا أكثر صلاة ، ولا أطلب للعلم من عبد الملك بن مروان .

قال مؤلف الكتاب: استعمله معاوية على المدينة وهو ابن ست عشرة سنة ، وأول من سمي بعبد الملك عبد الملك بن مروان ، وأول من سمي في الإسلام أحمد أبو الخليل بن أحمد العروضي . وعبد الملك أول من أمر أن يقال على المنابر: اللهم أصلح عبدك وخليفتك ، فلما بويع له تغيرت أموره في باب الدين .

[ ص: 40 ]

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أحمد بن علي ، قال: أخبرنا العتيقي ، قال: أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي ، قال: أخبرنا ابن دريد ، قال: أخبرنا عبد الأول بن مريد ، عن ابن عائشة ، قال: أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه ، وقال: هذا آخر العهد بك .

قال مؤلف الكتاب: وقد رواها ثعلب ، عن ابن الزعفراني ، قال: لما سلم على عبد الملك بالخلافة كان في حجره مصحف ، فأطبقه ، وقال: هذا فراق بيني وبينك .

أخبرنا القزاز بإسناد له عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الخالق بن زيد بن واقد ، عن أبيه ، قال: حدثني عبد الملك بن مروان ، قال: كنت أجالس بريرة فقالت: إن فيك خصالا ، خليق أن تلي الأمر فإن وليته فاتق الدماء؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها بملء محجمة من دم امرئ مسلم يريقه" .

التالي السابق


الخدمات العلمية