صفحة جزء
[ذكر شيء من فضائل سيدنا ابن الزبير رضي الله عنهما]

أخرج أبو يعلى في «مسنده» عن ابن الزبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، فلما فرغ... قال له: «يا عبد الله؛ اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد»، فلما ذهب... شربه، فلما رجع قال: «ما صنعت بالدم» ؟ قال: عمدت إلى أخفى موضع عملت فجعلته فيه، قال: «لعلك شربته»، قال: نعم، قال: «ويل للناس منك، وويل لك من الناس!» فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم.

وأخرج عن نوف البكالي قال: (إني لأجد في كتاب الله المنزل: أن ابن الزبير فارس الخلفاء).

وقال عمرو بن دينار: (ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير).

وكان يصلي في الحجر، والمنجنيق يصيب طرف ثوبه فما يلتفت إليه.

وقال مجاهد: (ما كان باب من العبادة يعجز الناس عنه إلا تكلفه ابن الزبير، [ ص: 351 ] ولقد جاء سيل طبق البيت، فجعل يطوف سباحة).

وقال عثمان بن طلحة: (كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة: لا شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة).

وكان صيتا، إذا خطب... تجاوبه الجبلان.

وأخرج ابن عساكر عن عروة: أن النابغة الجعدي أنشد عبد الله بن الزبير:


حكيت لنا الصديق لما وليتنا وعثمان، والفاروق، فارتاح معدم     وسويت بين الناس في الحق، فاستوى
فعاد صباحا حالك اللون أسحم

وأخرج عن هشام بن عروة وخبيب قالا: (أول من كسا الكعبة الديباج: عبد الله بن الزبير، وكان كسوتها المسوح والأنطاع).

وأخرج عن عمر بن قيس قال: (كان لابن الزبير مائة غلام؛ يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى؛ وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه... قلت: هذا رجل لم يرد الله طرفة عين، وإذا نظرت إليه في أمر آخرته... قلت: هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين).

وأخرج عن هشام بن عروة قال: (كان أول ما أفصح به عمي عبد الله بن الزبير - وهو صغير - : السيف، فكان لا يضعه من فيه، فكان أبوه إذا سمع ذلك منه يقول: أما والله؛ ليكونن لك منه يوم ويوم وأيام).

التالي السابق


الخدمات العلمية