صفحة جزء
[ ص: 352 ] [قصة إن وراكبها]

وأخرج عن أبي عبيدة قال: جاء عبد الله بن الزبير الأسدي إلى عبد الله بن الزبير بن العوام فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن بيني وبينك رحما من قبل فلانة.

فقال ابن الزبير: نعم؛ هذا كما ذكرت، وإن فكرت في هذا... أصبت؛ الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد وإلى أم واحدة.

فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن نفقتي نفدت.

قال: ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم.

قال: يا أمير المؤمنين؛ فإن ناقتي قد نقبت.

قال: أنجد بها تبرد خفها، وارقعها بسبت، واخفضها بهلب، وسر عليها البردين.

قال: يا أمير المؤمنين؛ إنما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا، لعن الله ناقة حملتني إليك.

فقال ابن الزبير: إن وراكبها! فخرج الأسدي وأنشأ يقول:


أرى الحاجات عند أبي خبيب نكدن، ولا أمية في البلاد     من الأعياص أو من آل حرب
أغر كغرة الفرس الجواد     وقلت لصحبتي: أدنوا ركابي
أفارق بطن مكة في سواد     وما لي حين أقطع ذات عرق
إلى ابن الكاهلية من معاد!

وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» عن الزهري قال: (لم يحمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس إلى المدينة قط ولا يوم بدر، وحمل إلى أبي بكر رأس فكره ذلك، وأول من حملت إليه الرءوس: عبد الله بن الزبير).

[ ص: 353 ] وفي أيام ابن الزبير كان خروج المختار الكذاب الذي ادعى النبوة، فجهز ابن الزبير لقتاله إلى أن ظفر به في سنة سبع وستين وقتله، لعنه الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية