صفحة جزء
[ذكر شيء من زهده وفضائله

وقال مالك بن دينار:) الناس يقولون: مالك زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي أتته الدنيا فتركها).

وقال يونس بن أبي شبيب: (شهدت عمر بن عبد العزيز وإن حجزة إزاره لغائبة في عكنه، ثم رأيته بعد ما استخلف، ولو شئت أن أعد أضلاعه من غير أن أمسها... لفعلت).

[ ص: 382 ] وقال ولده عبد العزيز: (سألني أبو جعفر المنصور: كم كانت غلة أبيك حين أفضت الخلافة إليه؟ قلت: أربعين ألف دينار، قال: فكم كانت حين توفي؟ قلت: أربعمائة دينار، ولو بقي... لنقصت).

وقال مسلمة بن عبد الملك: (دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لفاطمة بنت عبد الملك: ألا تغسلين قميصه؟ قالت: والله، ما له قميص غيره).

وقال أبو أمية الخصي غلام عمر: (دخلت يوما إلى مولاتي فغدتني عدسا، فقلت: كل يوم عدس؟! فقالت: يا بني؛ هذا طعام مولاك أمير المؤمنين).

قال: (ودخل عمر الحمام يوما فأطلى، فولي عانته بيده).

قال: (ولما احتضر... بعثني بدينار إلى أهل الدير فقال: إن بعتموني موضع قبري؛ وإلا... تحولت عنكم، فأتيتهم فقالوا: لولا أنا نكره أن يتحول عنا... ما قبلناه).

وقال عون بن المعمر: (دخل عمر على امرأته، فقال: يا فاطمة؛ عندك درهم أشتري به عنبا؟ قالت: لا، قالت: وأنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم تشتري به عنبا؟! قال: هذا أهون علينا من معالجة الأغلال غدا في جهنم).

وقالت فاطمة امرأته: (ما أعلم أنه اغتسل لا من جنابة ولا من احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه).

التالي السابق


الخدمات العلمية