صفحة جزء
فصل

في صحبته ومشاهده

قال العلماء: صحب أبو بكر النبي – صلى الله عليه وسلم من حين أسلم إلى أن توفي، لم يفارقه سفرا ولا حضرا، إلا فيما أذن له عليه صلى الله عليه وسلم في الخروج فيه من حج أو غزو، وشهد معه المشاهد كلها، وهاجر معه، وترك عياله وأولاده، رغبة في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو رفيقه في الغار، قال تعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [التوبة: 40].

وقام بنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع، وله الآثار الجميلة في المشاهد، وثبت يوم أحد ويوم حنين، وقد فر الناس، كما سيأتي في (فصل شجاعته رضي الله عنه).

أخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال: (تباشرت الملائكة يوم بدر فقالوا: أما ترون أبا بكر الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش؟ !)

وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم عن علي قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر : «مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل».

[ ص: 111 ] وأخرج ابن عساكر عن ابن سيرين: أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق كان يوم بدر مع المشركين، فلما أسلم.. قال لأبيه: لقد أهدفت لي يوم بدر، فصرفت عنك ولم أقتلك، فقال له أبو بكر: (لكنك لو هدفت لي.. لم أنصرف عنك).

قال ابن قتيبة: (معنى «أهدفت»: أشرفت، ومنه قيل للبناء المرتفع: هدف).

التالي السابق


الخدمات العلمية