صفحة جزء
[التحديث بالإسناد أعلى لذات الدنيا عند المنصور ]

وأخرج عن محمد بن سلام الجمحي قال : (قيل للمنصور : هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله ؟ قال : بقيت خصلة; أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث ، يقول المستملي ، من ذكرت رحمك الله ؟

قال : فغدا عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر ، فقال : لستم بهم; إنما هم الدنسة ثيابهم ، المشققة أرجلهم ، الطويلة شعورهم ، برد الآفاق ، ونقلة الحديث ) .

وأخرج عن عبد الصمد بن علي : أنه قال للمنصور : (لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو ؟ ! قال : لأن بني مروان لم تبل رممهم ، وآل [ ص: 433 ] أبي طالب لم تغمد سيوفهم ، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة واليوم خلفاء ، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو واستعمال العقوبة ) .

وأخرج عن يونس بن حبيب قال : (كتب زياد بن عبد الله الحارثي إلى المنصور : يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه ، وأبلغ في كتابه ، فوقع المنصور في القصة : إن الغنى والبلاغة إذا اجتمعتا في رجل . . . أبطرتاه ، وأمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك ، فاكتف بالبلاغة ) .

وأخرج عن محمد بن سلام قال : رأت جارية للمنصور قميصه مرقوعا ، فقالت : خليفة وقميصه مرقوع ؟ ! فقال : ويحك ! ! أما سمعت قول ابن هرمة :


قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقوع

التالي السابق


الخدمات العلمية