صفحة جزء
[عزاؤه بابن المبارك وكرمه وأعطياته ]

ومن محاسنه : أنه لما بلغه موت ابن المبارك . . . جلس للعزاء ، وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك .

قال نفطويه : (كان الرشيد يقتفي آثار جده أبي جعفر إلا في الحرص; فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه ، أعطى مرة سفيان بن عيينة مائة ألف ، وأجاز إسحاق [ ص: 459 ] الموصلي مرة بمائتي ألف ، وأجاز مروان بن أبي حفصة مرة على قصيدة خمسة آلاف دينار وخلعة وفرسا من مراكبه ، وعشرة من رقيق الروم ) .

وقال الأصمعي : (قال لي الرشيد : يا أصمعي; ما أغفلك عنا وأجفاك لنا ! قلت : والله يا أمير المؤمنين; ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك ، فسكت ، فلما تفرق الناس . . . قال : ما ألاقتني ؟ قلت :


كفاك كف ما تليق بدرهم جودا وأخرى تعط بالسيف الدما

فقال : أحسنت ، وهكذا فكن ، وقرنا في الملأ ، وعلمنا في الخلاء ، وأمر لي بخمسة آلاف دينار ) .

وفي «مروج المسعودي» قال : رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما ، فقال له يحيى بن خالد البرمكي : كان يختطف الروم الناس من المسجد الحرام ، وتدخل مراكبهم إلى الحجاز ؟ ! فتركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية