صفحة جزء
[ما المراد ببنات طارق ]

وأخرج الخطيب عن محمد بن زياد الأعرابي قال : (بعث إلي المأمون ، فصرت إليه ، وهو في بستان يمشي مع يحيى بن أكثم ، فرأيتهما موليين فجلست ، فلما أقبلا . . . قمت فسلمت عليه بالخلافة ، فسمعته يقول ليحيى : يا أبا محمد; ما أحسن أدبه ! ! رآنا موليين فجلس ، ثم رآنا مقبلين فقام ، ثم رد علي السلام ، فقال : أخبرني عن قول هند بنت عتبة :


نحن بنات طارق نمشي على النمارق     مشي قطا الهمارق

[ ص: 502 ] من طارق هذا ؟ فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت : يا أمير المؤمنين ما أعرفه في نسبها ، فقال : إنما أرادت النجم ، وانتسبت إليه; لحسنها ، من قول الله تعالى : { والسماء والطارق } فقلت : فائدة يا أمير المؤمنين .

فقال : أنا بؤبؤ هذا الأمر وابن بؤبئه ، ثم دحا إلي بعنبرة كان يقلبها في يده بعتها بخمسة آلاف درهم ) .

وأخرج عن أبي عباد قال : (كان المأمون أحد ملوك الأرض ، وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية