صفحة جزء
[مناظرة بين المأمون ورجل ]

وأخرج عن يحيى بن أكثم قال : (كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء ، فجاء رجل; عليه ثياب قد شمرها ، ونعله في يده ، فوقف على طرف البساط وقال : السلام عليكم ، فرد عليه المأمون ، فقال : أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه; جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر ؟

قال : لا بهذا ولا بهذا; بل كان يتولى أمر المسلمين من عقد لي ولأخي ، فلما صار الأمر إلي . . . علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين في المشرق والمغرب على الرضا بي ، فرأيت أني متى خليت الأمر . . . اضطرب حبل الإسلام ، ومرج أمرهم ، وتنازعوا ، وبطل الجهاد والحج ، وانقطعت السبل ، فقمت حياطة للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجل يرضون به فأسلم إليه الأمر ، فمتى اتفقوا على رجل . . . خرجت له من الأمر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، وذهب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية