صفحة جزء
[سرعة حفظ المأمون ]

وأخرج عن محمد بن المنذر الكندي قال : (حج الرشيد ، فدخل الكوفة ، فطلب المحدثين ، فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس ، وعيسى بن يونس ، فبعث إليهما الأمين والمأمون ، فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث ، فقال المأمون : يا [ ص: 512 ] عم; أتأذن لي أن أعيدها من حفظي ، قال : نعم افعل ، فأعادها ، فعجب من حفظه ) .

وقال بعضهم : (استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس ) .

هكذا ذكره الذهبي مختصرا .

وقال الفاكهي : (أول من كسا الكعبة الديباج الأبيض : المأمون ، واستمر ذلك بعده إلى أيام الخليفة الناصر ، إلا أن محمود بن سبكتكين كساها في خلال هذه المدة ديباجا أصفر ) .

ومن كلام المأمون : (لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال ) .

وقال : (أعيت الحيلة في الأمر : إذا أقبل أن يدبر ، وإذا أدبر أن يقبل ) .

وقال : (أحسن المجالس ما نظر فيه إلى الناس ) .

وقال : (الناس ثلاثة : فمنهم : مثل الغذاء لا بد منه على كل حال ، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ، ومنهم كالداء مكروه على كل حال ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية