صفحة جزء
[ ص: 532 ] [من خصال الواثق الممدحة ]

وقال غيره : كان الواثق وافر الأدب ، مليح الشعر ، وكان يحب خادما أهدي إليه من مصر ، فأغضبه الواثق يوما ، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم : والله; إنه ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل ، فقال الواثق .


يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ما أنت إلا مليك جار إذا قدرا     لولا الهوى لتجارينا على قدر
وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى

ومن شعر الواثق في خادمه :


مهج يملك المهج     بسجى اللحظ والدعج
حسن القد مخطف     ذو دلال وذو غنج
ليس للعين إن بدا     عنه باللحظ منعرج

وقال الصولي : (كان الواثق يسمى المأمون الأصغر; لأدبه وفضله ، وكان المأمون يعظمه ويقدمه على ولده ، وكان الواثق أعلم الناس بكل شيء ) .

وكان شاعرا ، وكان أعلم الخلفاء بالغناء ، وله أصوات وألحان عملها نحو مائة صوت ، وكان حاذقا بضرب العود ، وكان راوية للأشعار والأخبار .

وقال الفضل اليزيدي : (لم يكن في خلفاء بني العباس أكثر رواية للشعر من الواثق ، فقيل له : كان أروى من المأمون ؟ فقال : نعم ، كان المأمون قد مزج بعلم العرب علم الأوائل من النجوم والطب والمنطق ، وكان الواثق لا يخلط بعلم العرب شيئا ) .

وقال يزيد المهلبي : (كان الواثق كثير الأكل جدا ) .

وقال ابن فهم : (كان للواثق خوان من ذهب ، مؤلف من أربع قطع ، يحمل [ ص: 533 ] كل قطعة عشرون رجلا ، وكل ما على الخوان من غضارة وصفحة وسكرجة من ذهب ، فسأله ابن أبي دؤاد ألا يأكل عليه للنهي عنه ، فأمر أن يكسر ذلك ويضرب ، ويحمل إلى بيت المال ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية