صفحة جزء
[جود المتوكل على الشعراء ]

وكان المتوكل جودا ممدحا ، يقال : (ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى [ ص: 542 ] المتوكل ، وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب :


فأمسك ندى كفيك عني ولا تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا

فقال : لا أمسك حتى يغرقك جودي ، وكان أجازه على قصيدة بمائة ألف وعشرين ألفا وخمسين ثوبا ) .

ودخل علي بن الجهم عليه يوما وبيده درتان يقلبهما ، فأنشده قصيدة له ، فدحى إليه بدرة فقلبها ، فقال : تستنقص بها وهي والله خير من مائة ألف ؟ فقال : لا; ولكني فكرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى ، فقال : قل ، فقال :


بسر من را إمام عدل     تغرف من بحره البحار
يرجى ويخشى لكل خطب     كأنه جنة ونار
الملك فيه وفي بنيه     ما اختلف الليل والنهار
يداه في الجود ضرتان     عليه كلتاهما تغار
لم تأت منه اليمين شيئا     إلا أتت مثلها اليسار



فدحى إليه بالدرة الأخرى ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية