صفحة جزء
[خروج مؤنس ثانية وقتل المقتدر ]

وفي سنة عشرين : ركب مؤنس على المقتدر ، وكان معظم جند مؤنس البربر ، فلما التقى الجمعان . . . رمى بربري المقتدر بحربة سقط منها إلى الأرض ، ثم ذبحه بالسيف ، وشيل رأسه على رمح ، وسلب ما عليه ، وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش ، ثم حفر له في الموضع ودفن ، وذلك يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال .

وقيل : (إن وزيره أخذ له ذلك اليوم طالعا ، فقال له المقتدر : أي وقت [ ص: 594 ] هو ؟ قال : وقت الزوال ، فتطير وهم بالرجوع ، فأشرفت خيل مؤنس ، ونشبت الحرب .

وأما البربري الذي قتله . . . فإن الناس صاحوا عليه ، فسار نحو دار الخلافة ليخرج القاهر ، فصادفه حمل شوك ، فزحمه إلى قنار لحام فعلقه كلاب ، وخرج الفرس في مشواره من تحته فمات; فحطه الناس وأحرقوه بالحمل والشوك ) .

وكان المقتدر جيد العقل ، صحيح الرأي; لكنه كان مؤثرا للشهوات والشرب ، مبذرا ، وكان النساء غلبن عليه ، فأخرج عليهن جميع جواهر الخلافة ونفائسها ، وأعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة ووزنها ثلاثة مثاقيل ، وأعطى زيدان القهرمان سبحة جوهر لم ير مثلها ، وأتلف أموالا كثيرة .

وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان; غير الصقالبة والروم والسود ، وخلف اثني عشر ولدا ذكرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية