صفحة جزء
[ ص: 742 ] خلافة الحاكم بأمر الله

[741 - 753 هـ]

أبو العباس أحمد بن المستكفي، كان أبوه -لما مات بقوص- عهد إليه بالخلافة، فقدم الملك الناصر عليه إبراهيم ابن عمه؛ لما كان في نفسه من المستكفي، وكانت سيرة إبراهيم قبيحة، وكان القاضي عز الدين ابن جماعة قد جهد كل الجهد في صرف السلطان عنه فلم يفعل.

فلما حضرته الوفاة.. أوصى الأمراء برد الأمر إلى ولي عهد المستكفي ولده أحمد.

فلما تسلطن المنصور أبو بكر بن الناصر.. عقد مجلسا يوم الخميس، حادي عشر ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين، وطلب الخليفة إبراهيم وولي العهد أحمد والقضاة، وقال: (من يستحق الخلافة شرعا؟)

فقال ابن جماعة : (إن الخليفة المستكفي المتوفى بمدينة قوص أوصى بالخلافة من بعده لولده أحمد، وأشهد عليه أربعين عدلا بمدينة قوص، وثبت ذلك عندي بعد ثبوته على نائبي بمدينة قوص).

فخلع السلطان حينئذ إبراهيم وبايع أحمد، وبايعه القضاة، ولقب: الحاكم بأمر الله لقب جده.

وقال ابن فضل الله في «المسالك» في ترجمته: (هو إمام عصرنا، وغمام مصرنا، قام على غيظ العدى، وعرف بفيض الندى، صارت له الأمور إلى مصائرها، وسيقت إلى مصائرها، فأحيا رسوم الخلافة، ورسم بما لم يستطع أحد خلافه، وسلك مناهج آبائه وقد طمست، وأحياها بمباهج أبنائه وقد درست، وجمع شمل بني أبيه وقد طال بهم الشتات، وأطال غررهم وقد اختلفت [ ص: 743 ] الشيات، ورفع اسمه على ذرى المنابر، وقد غبر مدة لا يطلع إلا في آفاقه تلك النجوم، ولا يسح من سحبه تلك الغيوم والسجوم، طلب بعد موت السلطان، وأنفذ حكم وصيته في تمام مبايعته، والتزام متابعته، وكان أبوه قد أحكم له بالعقد المتقدم عقدها، وحفظ له عند ذوي الأمانة عهدها، ثم سلطن الملك المنصور أبا بكر بن السلطان، وعمر له من تحت الملك الأوطان).

التالي السابق


الخدمات العلمية