الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 268 ] فصل ( في تفاوت الأجر لمن يشق عليه العمل ومن لا يشق ) .

قال الخلال : كتب إلي يوسف بن عبد الله الإسكاف حدثنا الحسن بن علي بن الحسن أنه سأل أبا عبد الله عن الرجل يشرع له وجه بر ، فيحمل نفسه على الكراهة ، وآخر يشرع له فيسر بذلك أيهما أفضل قال : ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم { من تعلم القرآن ، وهو كبير يشق عليه أن له أجرين } .

وفي الصحيحين عن عائشة مرفوعا { الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ، ويتتعتع فيه له أجران } . السفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله تعالى ، وقيل : الكتبة ، والبررة المطيعون ، والذي يتتعتع فيه له أجر بالقراءة ، وأجر بتعبه قال في شرح مسلم قال القاضي عياض وغيره من العلماء : والماهر أفضل ، وأكثر أجرا فإنه مع السفرة ، وله أجور كثيرة يذكر هذه المنزلة لغيره ، وكيف يلتحق به من لم يعتن بكتاب الله عز وجل وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته ودراسته كاعتنائه حتى مهر فيه ، فظاهر هذا يناقض ما تقدم عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال الله عز وجل : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } .

وقد يقال : مراد أحمد رضي الله عنه إذا اعتنى جهده ، وهو يشق عليه ، ومراد القاضي عياض وغيره إذا حصل منه تقصير ، والله سبحانه أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية