الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
قال الخلال : أخبرني محمد بن موسى أن أبا عبد الله سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم { لا تأتوا النساء طروقا قال : نعم يؤذنهم قيل بكتاب قال : نعم } وهذا الخبر في الصحيحين عن حديث جابر وفي آخره كي تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة ، وفي مسلم يتخونهم أو يطلب عثراتهم .

. وفي الصحيحين عن جابر قال { : نهى النبي صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يجيء أهله طروقا } .

وهو بضم الطاء أي ليلا ، يقال لكل من أتاك ليلا طارق ، ومنه قوله تعالى : { والسماء والطارق } . أي النجم لأنه يطرق بطلوعه ليلا ، وقوله تستحد أي تصلح من شأن نفسها ، والاستحداد مشتق من الحديد ومعناه الاحتلاق بالموسى ، يقال : استحد الرجل إذا احتلق بالحديد ، واستبان معناه إذا حلق عانته ويتوجه أن من يعمله طلبا للعثرات حرم لأنه من التجسس ، وإلا كره . وإنما خص عليه السلام الليل بذلك لأنه الغالب لا لاختصاص الحكم . وقول أحمد يؤذنهم بكتاب يقتضي ذلك ، وإلا لقال يدخل نهارا والمعنى يقتضي ذلك والله أعلم قال المروذي ذكرت لأبي عبد الله رجلا من المحدثين ، فقال : إنما أنكرت عليه أن ليس زيه زي النساك .

التالي السابق


الخدمات العلمية