الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 3 ] فصل ( في حسن الملكة وسوء الملكة )

في الصحيحين أو في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا يدخل الجنة سيئ الملكة } وهو الذي يسيء إلى مماليكه وكان يقال التسلط على المملوك دناءة وقال بعض الحكماء : اذكر عند قدرتك وغضبك قدرة الله عليك ، وعند حكمك حكم الله فيك وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أكثروا شراء الرقيق فرب عبد يكون أكثر مالا من سيده وقال بعض الحكماء : أفضل المماليك الصغار ; لأنهم أحسن طاعة ، وأقل خلافا وأسرع قبولا ، كان يقال استخدم الصغير حتى يكبر ، والأعجمي حتى يفصح ، قالت ابنة الفتح :

بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصى وتقويم عبد الهون بالهون رادع



كان يقال الحر حر وإن مسه الضر ، والعبد عبد وإن مشى على الدر وقال الشاعر :

إن العبيد إذا ذللتهم صلحوا     على الهوان وإن أكرمتهم فسدوا



[ ص: 4 ] وقال المتنبي :

لا تشتروا العبد إلا والعصا معه     إن العبيد لأنجاس مناكيد

وقال آخر :

إذا أبرم المولى بخدمة عبده     تجنى له ذنبا وإن لم يكن ذنب

وعن علي رضي الله عنه أنه { قال : يا رسول الله : إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ قال الشاهد يرى ما لا يرى الغائب } رواه أحمد في المسند .

التالي السابق


الخدمات العلمية