الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 80 ] فصل ( كراهة الكلام في الوساوس وخطرات المتصوفة ) .

قال المروزي سئل أبو عبد الله عمن تكلم في الوساوس والخطرات فنهى عن مجالستهم وقال للسائل : احذرهم وقال سمعت أبا عبد الله يقول : جاءني الأرمينيون بكتاب ذكر الوسواس والخطرات وغيره قلت فأي شيء قلت لهم قال قلت هذا كله مكروه وقال في موضع آخر للمروذي : عليك بالعلم عليك بالفقه .

وقال إسحاق بن إبراهيم سمعت أحمد بن حنبل يقول من تكلم في الخطرات التابعون تابعوا التابعين وقال أحمد بن القاسم سمعت أبا عبد الله ورجل يسأله من أهل الشام رجل غريب : فذكر أن ابن أبي الحواري . وقوما معه هناك يتكلمون بكلام قد وضعوه في كتاب ويتذاكرونه بينهم . فقال : ما هو قال : يقولون المحبة لله أفضل من الطاعة ، وموضع الحب درجة كذا فلم يدعه أبو عبد الله يستتم كلامه وقال هذا ليس من كلام العلماء ، لا يلتفت إلى من قال هذا ، وأنكر ذلك وكرهه .

وقال أبو زرعة الرازي : وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك قيل له في هذه الكتب عبرة ، فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة . بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ، ما أسرع الناس إلى البدع انتهى كلامه . ومحفوظ عن الإمام أحمد النهي عن كتب كلام منصور بن عمار والاستماع للقاص به . [ ص: 81 ]

قال القاضي أبو الحسين إنما رأى إمامنا أحمد الناس لهجين بكلامه وقد اشتهروا به حتى دونوه وفصلوه مجالس يحفظونها ويلقونها ويكثرون فيما بينهم دراستها ، فكره لهم أن يلهوا بذلك عن كتاب الله ويشتغلوا به عن كتب السنة وأحكام الملة لا غير .

التالي السابق


الخدمات العلمية