الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 110 ] فصل ( في أخذ العلم عن أهله وإن كانوا صغار السن ) .

قال الإمام أحمد بلغني عن ابن عيينة قال الغلام أستاذ إذا كان ثقة .

وقال علي بن المديني : لأن أسأل أحمد بن حنبل عن مسألة فيفتيني أحب إلي من أن أسأل أبا عاصم وابن داود ، إن العلم ليس بالسن .

وروى الخلال من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : قال عمر رضي الله عنه إن العلم ليس عن حداثة السن ولا قدمه ، ولكن الله تعالى يضعه حيث يشاء وقال وكيع : لا يكون الرجل عالما حتى يسمع ممن هو أسن منه ومن هو مثله ومن هو دونه في السن . هذه طريقة الإمام أحمد على ما ذكره البيهقي في مناقبه وغيره .

وفي فنون ابن عقيل وجدت في تعاليق محقق أن سبعة من العلماء مات كل واحد منهم ، وله ست وثلاثون سنة ، فعجبت من قصور أعمارهم مع بلوغهم الغاية فيما كانوا فيه ، فمنهم الإسكندر ذو القرنين وقد ملك ما ذكره الله ، وأبو مسلم الخراساني صاحب الدولة العباسية ، وابن المقفع صاحب الخطابة والفصاحة ، وسيبويه صاحب التصانيف والتقدم في العربية ، وأبو تمام الطائي في علم الشعر ، وإبراهيم النظام في علم الكلام ، وابن الراوندي في المخازي ، وله كتاب الدامغ مما غر به أهل الخلاعة ، وله الجدل انتهى كلامه .

وكان القراء أصحاب مشورة عمر كهولا كانوا أو شبانا ، وكان وقافا عند كتاب الله رواه البخاري وغيره .

وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم [ ص: 111 ] عبد الرحمن بن عوف قال ابن الجوزي في كشف المشكل : فيه تنبيه على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانهم أو قلت أقدارهم ، وقد كان حكيم بن حزام يقرأ على معاذ بن جبل فقيل له : تقرأ على هذا الغلام الخزرجي ؟ ، قال : إنما أهلكنا التكبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية