الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
واسم الكاتب بالفارسية ديوان أي شياطين لحذقهم بالأمور ولطفهم ، فسمي الديوان باسمهم كذا ذكره ابن عبد البر وقال أبو جعفر النحاس واسمه أحمد بن محمد توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة قال : معنى الديوان الأصل الذي يرجع إليه ويعمل بما فيه كما قال ابن عباس : إذا سألتموني عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر ، فإن الشعر ديوان العرب ، أي : أصله ويقال : دون هذا أي : أثبته وجعله أصلا . وزعم بعض أهل اللغة أن أصله عجمي وبعضهم يقول : عربي وقد ذكره [ ص: 161 ] سيبويه في كتابه وتكلم على أن أصله دوان ، واستدل على ذلك بقولهم في الجمع دواوين . وهذا قول حسن أبدلوا من أحد الواوين ياء . ونظيره دينار الأصل فيه دنار وكذا قيراط الأصل فيه قراط . فأما الفراء فيزعم أنك إذا سميت رجلا بديوان ، وأنت تريد كلام الأعاجم لم تصرفه ، وهذا عندي غلط لأنك إذا سميت رجلا ديوانا على أنه أعجمي لم يجز إلا صرفه ; لأن الألف واللام لا يدخلان فيه فقد صار بمنزلة طاوس وراقود وما أشبههما ، وإن جعلته عربيا صرفته أيضا لأنه فعال ، الدليل على ذلك قولهم دواوين ، وديوان بالفتح غلط ، ولو كان بالفتح لم يجز قلب الواو ياء ، فإن قيل : الياء أصل قيل هذا خطأ ، ولو كان كذا لقيل في الجمع دياوين ، فديوان لا يقال كما لا يقال دينار ولا قيراط ، وزعم الأصمعي أن أصله أعجمي .

وروى أن كسرى أمر الكتاب أن يجتمعوا في دار فيعلموا حساب السواد في ثلاثة أيام فاجتمعوا في الدار واجتهدوا فأشرف عليهم ، وبعضهم يعقد وبعضهم يكتب فقال : " إيشان ديواشد " أي : هؤلاء مجانين ، فلزم موضع الكتابة هذا الاسم من ذلك الدهر ثم عربته العرب فقالت : ديوان انتهى ما ذكره

أبو جعفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية