الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 335 ] وقال في الغنية : { وإذا طنت أذنه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل ذكر الله من ذكرني بخير } ; لأنه مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه وكثير من الناس من يعمل هذا ، وهذا الخبر موضوع أو ضعيف ولم يذكر الأصحاب هذا ولا الذي قبله لعدم ما يدل على ذلك شرعا ، والله أعلم .

وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب }

; لأن العطاس يدل على خفة بدن ونشاط والتثاؤب غالبا لثقل البدن وامتلائه واسترخائه فيميل إلى الكسل فأضافه إلى الشيطان ; لأنه يرضيه أو من تسببه لدعائه إلى الشهوات ويقول من سمع العاطس له يرحمك الله أو يرحمكم الله ويقول هو : يهديكم الله ويصلح بالكم ذكره السامري ، وفي الرعاية وزادوا { ويدخلهم الجنة عرفها لهم } أو يقول : يغفر الله لنا ولكم ، وقيل : بل يقول : مثل ما قيل : له وكان ابن عمر إذا عطس فقيل : له يرحمك الله قال : يرحمنا الله وإياكم ، ويغفر الله لنا ولكم رواه مالك .

قال أحمد في رواية أبي طالب : التشميت يهديكم الله ويصلح بالكم ، وهذا معنى ما نقل غيره وقال في رواية حرب : هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه .

وقال ابن تميم يرد عليه العاطس وإن كان المشمت كافرا فيقول : آمين يهديكم الله ويصلح بالكم وإن قال المشمت المسلم : يغفر الله لنا ولكم فحسن ، والأول أفضل ، وكذا ذكر ابن عقيل إلا قوله : وإن كان المشمت كافرا . وذكر القاضي أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظان ( أحدهما ) : يهديكم الله .

( والثاني ) : يرحمكم الله . كذا قال : وصوابه يغفر الله لكم قاله الشيخ تقي الدين قال القاضي : ويختار أصحابنا يهديكم الله ; لأن معناه يديم الله هداكم ، واختار بعض العلماء يغفر الله لنا ولكم وقال مالك والشافعي يتخير بين هذا وبين يهديكم الله ويصلح بالكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية