الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 11 ] فصل ( في خواص البيض وأنواع طبخه ) .

ومن ذلك ما ورد أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام شكا إلى الله سبحانه فأمره بأكل البيض وقد ذكره البيهقي في كتاب شعب الإيمان قال : الأطباء البيض الطري أجود من العتيق . وأفضله بيض الدجاج ، وأفضله مخه ، وأفضله نيمرشت ، وبياضه إلى البرد ، وصفرته إلى الحر ، وجملته إلى الاعتدال بين الحر والبرد رطب غليظ ، والنيمرشت أسرع انهضاما وأجوده غذاء ينفع الحلق والسعال والسل ويزيد في الباه ومخه المشوي قابض يسكن الأوجاع اللذاعة .

والصفرة المشوية يطلى بها الكلف مع العسل ، وينفع من حرق النار ومن حرق الماء الحار إذا جعل عليه بصوفة ، وينفع من جراحات السفل وللقانة . والمطبوخ في الخل يحسن الطبع وهو بطيء الهضم خاصة المنعقد منه ويورث الكلف إذا أدمن أكله .

والمطجن رديء جدا يولد الحجارة وتخما وقولنجا . وينبغي أن يقتصر على صفرة أو يخلط به فلفل وكمون ويستعمل بعد الزنجبيل المربى .

قال بعضهم : بياضه إذا قطر في العين الوارمة ورما حارا برده وسكن الوجع ، وإذا لطخ به حرق النار أول ما يعرض له لم يدعه ينفط ، وإذا لطخ به الوجه منع من الاحتراق العارض من الشمس ، وإذا خلط بالكندر ولطخ على الجبهة نفع من النزلة ، وذكر صاحب القانون في الأدوية القلبية ثم قال : وهو وإن لم يكن من الأدوية الملطفة ، فإنه مما له مدخل في تقويته جدا أعني : الصفرة تجمع ثلاثة معان : سرعة الاستحالة إلى الدم ، وقلة الفضل ، وكون الدم المتولد منه مجانسا للدم الذي يغذو القلب خفيفا مندفعا إليه بسرعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية