الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 45 ] فصل ( في خواص القرع وهو الدباء وما ورد فيه ) .

( القرع ) وهو الدباء بارد رطب في الثانية ، وقيل : حار رطب يتولد منه غذاء شبيه بما يصحبه ، فإن أكل بالخردل ولد خلطا حريفا ونحو ذلك ، غذاؤه يسير ، وينحدر سريعا جيد للصفراوتين يقطع العطش جدا ويلين البطن ويولد بلة المعدة ، ويضر بأصحاب السوداء والبلغم وبالمعدة والأمعاء ويصلحه الفلفل والصعتر والخردل والزيت ونحو ذلك وعصارته تسكن وجع الأذن مع دهن ورد وتنفع من أورام الدماغ ، وسويقه ينفع من السعال ووجع الصدر من حرارة ، وإن شرب ماؤه بترنجبين وسفرجل مربى أسهل صفراء محضة . ومتى صادف القرع في المعدة خلطا رديئا استحال إليه وفسد وولد في البدن خلطا رديئا .

وفي الغيلانيات من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم { : يا عائشة إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء ، فإنها تشد قلب الحزين } ، ويأتي في آداب الطعام قبل فصل قيل : لأحمد يعتزل الرجل في الطعام أو يوافق حديث أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يأكل الدباء ويعجبه . } وروى ابن ماجه عن أحمد بن منيع عن عبيدة بن حميد عن حميد عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع إسناد جيد وللترمذي عن عطاء عن أبي طالوت ولم يرو عنه غير معاوية بن صالح قال { دخلت على أنس وهو يأكل قرعا وهو يقول : يا لك شجرة ما أحبك إلي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك . } ولأحمد عن أنس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تعجبه الفاغية وكان أعجب الطعام إليه الدباء . }

التالي السابق


الخدمات العلمية