الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 46 ] فصل ( في خواص قصب السكر والسكر ) .

القسط وهو الكست هو العود وقد تقدم . وأما القرآن فهو أعظم شفاء وأكثر دواء نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من أهله بفضله ورحمته وسيأتي الكلام فيه وفي الفاتحة وغيرها . وأما قصب السكر فروي في بعض ألفاظ أحاديث الحوض في غير الصحيح { ماؤه أحلى من السكر } وصححه بعضهم . وأما الذي في الصحيح { فأبيض من الورق } أي الفضة { وأطيب من رائحة المسك } وفي الصحيح { أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل } وفي الصحيح { أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن } ولم أجد لفظ السكر في الحديث ولا هنا ولم يعرفه متقدمو الأطباء ، وإنما يعرفون العسل ويدخلونه في الأدوية .

والسكر حار في آخر الأولى رطب في الأولى والعتيق إلى اليبس وقيل : السكر بارد وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزد ، وكلما عتق كان ألطف إلا أنه أميل إلى الحرارة وهو ملين جدا .

قال ابن جزلة وهو يقارب في الجلاء والتنقية ويلين الصدر ويزيل خشونته وهو ينفع المعدة سوى التي تتولد فيها المرة الصفراء ، فإنه يضرها لاستحالته إليها ، ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج أو الرمان المز ، وهو مفتح للسدد ويسهل مع دهن اللوز ، وينفع من القولنج ، وينفع الكلى والمثانة ، وينفع من البياض الرقيق الذي في العين ، وهو يعطش دون تعطيش العسل .

وخاصة العتيق ، فإنه يولد دما عكرا ويهيج الصفراء ، ويصلحه الرمان المز وإذا طبخ السكر ونزعت رغوته سكن العطش والسعال . وأما قصب السكر فهو في طبع السكر وأشد تليينا منه ، وأجوده الحلو العزيز الماء وهو حار رطب في الأولى ، وقيل : معتدل الحرارة وقيل : فيه قبض ، والمأخوذ كالصمغ من القصب يجلو العين [ ص: 47 ]

وقصب السكر يعين القيء ، وينفع الصدر والسعال ويولد دما معتدلا ويدر البول ، ويجلو رطوبة الصدر قال بعضهم : والمثانة وقصبة الرئة ، وينفع من خشونة الصدر والحلق إذا شوي . والقصب يزيد في الباه ويولد رياحا ونفخا ، وينبغي أن يغسل بماء حار بعد تقشيره ليزول نفخه .

قال عفان بن مسلم الصفار : من مص قصب السكر بعد طعامه لم يزل يومه أجمع في سرور وقال الحاكم في تاريخه : سمعت أبا زكريا العنبري سمعت محمد بن عبد السلام سمعت إسحاق بن إبراهيم يعني : ابن راهويه يقول : دخلت على عبد الله بن طاهر فقال لي : يا أبا يعقوب سمعت أنك شربت البلازر فقلت : أعز الله الأمير والله ما شربته ولا هممت بشربه ولكن أخبرني المعتمر بن سليمان أنبأني أبو ساج عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال : خذ مثقالا من كندي ومثقالا من سكر فدقهما ثم اسحقهما ثم استفهما على الريق ، فإنه جيد للنسيان والبول ، فدعا الأمير بالدواة فكتبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية