الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وعن أبي سعيد { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من الجان ومن عين الإنسان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما } رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وقال : حسن غريب ولأحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد { أن جبريل قال : يا محمد اشتكيت قال : نعم قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين ، بسم الله أرقيك والله يشفيك } . { ورقى رجل بفاتحة الكتاب لديغا على قطيع من غنم فبرئ فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما يدريك أنها رقية ؟ اقسموا واضربوا لي معكم سهما } رواه أحمد ، والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث أبي سعيد وللبخاري من حديث ابن عباس { أن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله } ورقى بها رجل على مجنون ثلاثة أيام غدوة وعشية يجمع بزاقه ، ثم يتفل فبرأ فأعطوه جعلا ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق } رواه أحمد وأبو داود ، ففي هذا الخبر أنه يستحب أن يقرأ بسورة الفاتحة على كل وجع ومرض .

وفي مسلم { أنه عليه السلام رخص في الرقية من العين والحمة والنملة . } الحمة ذوات السموم كلها ، ، والنملة قروح تخرج في الجنب سمي نملة ; لأنه يحس به كنملة تدب عليه وتعضه ولأبي داود { لا رقية إلا في عين أو حمة } ، والمراد به إن صح إنهما أولى بالرقية من غيرهما بدليل ما سبق ولأبي داود عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ } .

التالي السابق


الخدمات العلمية