الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 118 ] فصل ( في وصايا صحية مختلفة ) .

قال ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس : وروى النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب أنه قال : من ابتدأ غداءه بالملح أذهب الله عنه كل دائه ، ومن أكل إحدى وعشرين زبيبة كل يوم لم ير في جوفه شيئا يكرهه ، واللحم ينبت اللحم ، والثريد طعام العرب ، ولحم البقر داء ، ولبنها شفاء ، وسمنها شفاء ، والشحم يخرج مثله من الداء قال النزال : أظنه يريد شحم البقر . وعن علي رضي الله عنه : ما استشفي بأفضل من السمن ، والسمك يذيب البدن أو قال الجسد ولم تستشف النفساء بشيء أفضل من الرطب ، والسواك وقراءة القرآن يذهبان البلغم ، ومن أراد البقاء والإبقاء ، فليباكر الغداء ، وليخفف الرداء ، وليقلل غشيان النساء قيل يا أمير المؤمنين وما خفة الرداء قال : قلة الدين .

وسئل الحارث بن كلدة طبيب العرب ما الدواء الذي لا داء فيه قال : هو أن لا تدخل بطنك طعاما وفيه طعام وقال غيره : هو أن يقدم الطعام إليك وأنت تشتهيه ويرفع عنك وأنت تشتهيه قال : ثلاثة تقتل الحمام على الكظة ، والجماع على البطنة ، والإكثار من أكل القديد اليابس .

وقال ابن عبد البر في مكان آخر ولم يعزه إلى أحد : ثلاثة تهرم وربما قتلت ، الجماع على الامتلاء ، ودخول الحمام على البطنة ، وأكل القديد اليابس ، وثلاثة تفسد الذهن : الهم ، والوحدة ، والفكرة ، وثلاثة يفرح بهن الجسد ويربو ، الطيب ، والثوب اللين وشرب العسل .

وقال الربيع بن خثيم : ذكرت عادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأدواء ، وكانت فيهم الأطباء [ ص: 119 ] فلا المداوى بقي ولا المداوي وقيل للربيع في علته : ألا ندعو لك طبيبا ؟ فقال الطبيب أمرضني . وأنشد أبو العتاهية :

إن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع مكروه أتى     ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يبرئ مثله فيما مضى

وقال آخر :

كم من عليل قد تخطاه الردى     فنجا ومات طبيبه والعود

وقال أبو العتاهية :

نعى لك ظل الشباب المشيب     ونادتك باسم سواك الخطوب
وقبلك داوى المريض الطبيب     يخاف على نفسه من يتوب
فكيف ترى حال من لا يتوب



التالي السابق


الخدمات العلمية