الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وفي الخيل أخبار منها عن عروة بن أبي الجعد مرفوعا { الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة } وعن أبي هريرة مرفوعا { الخيل لرجل أجر ، ولرجل ستر ، ولرجل وزر ، فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج ، والروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت حبلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها أو أرواثها له حسنات ، ولو مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي بمكانه ذلك فهو له أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله تعالى في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر } رواهما البخاري [ ص: 147 ] ومسلم . وعن رجل من الأنصار مرفوعا { الخيل ثلاثة فرس ربطه في سبيل الله فثمنه أجر وركوبه أجر ، ورعايته أجر ، وعلفه أجر ، وفرس يغالق عليه ويراهن فثمنه وزر ، وعلفه وزر ، وركوبه وزر ، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله تعالى } إسناده ثقات رواه أحمد . وروي أيضا عن ابن مسعود مرفوعا { الخيل ثلاثة : ففرس الرحمن وفرس للإنسان ، وفرس للشيطان ، فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله ، فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامر به أو يراهن عليه ، وأما فرس الإنسان فالذي يربطه الإنسان يلتمس بطنها فهي ستر فقر }

يغالق عليه أي يراهن .

وعن أبي قتادة مرفوعا { خير الخيل الأدهم الأقدح الأرثم المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذا الشبه } حديث صحيح رواه أحمد وابن ماجه ، والترمذي وصححه ، وعن ابن عباس مرفوعا { يمن الخيل في شقرها } إسناده جيد رواه الإمام أحمد وأبو داود ، والترمذي قال حسن غريب عن أبي وهب الجشمي مرفوعا { عليكم بكل كميت أغر محجل ، أو أشقر أغر محجل ، أو أدهم أغر محجل } رواه أحمد وأبو داود ، والنسائي من رواية محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهيب وعقيل تفرد عنه محمد فلهذا قيل لا يعرف وقد وثقه ابن حبان . وعن أبي هريرة قال { : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل . } ، والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى أو يده اليمنى وفي رجله اليسرى رواه مسلم وأبو داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية