الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
ويكره الجلوس بين الشمس والظل قال ابن منصور لأبي عبد الله يكره الجلوس بين الظل ، والشمس قال هذا مكروه أليس قد نهي عن ذا قال إسحاق بن راهويه : صح النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي في الشمس فأمره أن يتحول إلى الظل } ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده .

ورواه أبو داود في باب الجلوس بين الظل ، والشمس عن مسدد عن يحيى عن إسماعيل حدثني قيس عن أبيه أنه { جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقام في الشمس فأمر به فحول إلى الظل } إسناده جيد ، ورواه أحمد عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد .

والظاهر أن معناه غير المعنى المقتضي لذكره في هذا الباب وهو خلل فهم الخطبة بتشويش الذهن بالشمس أو تضرره بالشمس بلا حاجة إليها أو غير ذلك . [ ص: 160 ]

وروى أبو بكر بن أبي شيبة أيضا بإسناده { أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في الشمس فقال تحول إلى الظل فإنه مبارك } وبإسناده عن عمر قال " استقبلوا الشمس بجباهكم فإنها حمام العرب " . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى أن يقعد بين الظل ، والشمس } رواه ابن ماجه وغيره بإسناد جيد وفيه أبو المنيب العتكي وقد ضعف وكذا رواه ابن ماجه من حديث يزيد ، هذا ولأحمد المعنى من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال مجلس الشيطان .

ورواه أبو داود وغيره من حديث محمد بن المنكدر حدثني من سمع أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم { إذا كان أحدكم في الشمس وفي لفظ في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم }

وفي هذه الأخبار اختيار الظل ، والفيء فلا يكثر الجلوس في الشمس ولا ينام فيها كما قيل يثير الداء الدفين ولا بينهما ، ويحمل المروي عن عمر على الحاجة لدفع برد أو غيره قال جالينوس من أكثر من شرب الخمر أو السهر أو التعرض للشمس الحارة وقع في البرسام سريعا ، والبرسام ورم حار في الدماغ .

التالي السابق


الخدمات العلمية