الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
فصل عن جابر { أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها فيأتيها بنو عمها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنا قال فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عصرتها ؟ فقالت نعم فقال لو تركتها ما زال قائما } . وعنه أيضا { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه وسقا من شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم } رواه مسلم ، ومثله حديث عائشة حين كالت الشعير ففني . قال في شرح مسلم قال العلماء الحكمة في ذلك أن عصرها وكيله مضاد للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى ، ويتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة وتكلف الإحاطة بأسرار حكم الله وفضله فعوقب فاعله بزواله .

التالي السابق


الخدمات العلمية