الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وذكر علماء الطب أن في الاطلاء بالنورة فوائد منها أنها تثور الأخلاط وتجذبها وذكروا أيضا أن من أطلي بها ثلاث مرات في إزار في كل [ ص: 324 ] أسبوع مرة استغنى بذلك عن الفصد ، والحجامة وشرب المسهل وينبغي أن يخلط بالنورة يسير من شحم الحنظل ليأمن الحكة في مواضعها ويطلي بعدها بالحناء ، والعصفر لتبريد البدن وإذهاب الكلف الحادث بإبرازها الأخلاط إلى ظاهر الجلد وذكر هذا كله في المستوعب وذكر بعضه غيره . وحديث أم سلمة الذي أشار إليه رواه ابن ماجه وغيره .

وقال الخلال في العلل قال مهنا سألت أبا عبد الله عن حديث كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن أم سلمة الحديث فقال ليس بصحيح لأن قتادة قال { ما أطلى رسول الله صلى الله عليه وسلم } . ثم ذكر من طريق سعيد عن قتادة { أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يطلي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان . } رواه الخلال .

وقال البيهقي في حديث أم سلمة أسنده كامل بن العلاء وأرسله من ناس أوثق منه .

وروى البيهقي من حديث محمد بن زياد الألهاني عن ثوبان رضي الله عنه قال { كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الحمام ويتنور } قال وليس بالمعروف بعض رجاله .

وقال ابن عقيل في الفصول هو مخير بين النورة ، والموسى في حلق الشعر ، فأما أحمد فالذي روي عنه في ذلك أنه كان يتنور وقد اختلف الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس { لم يتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم قط وكان إذا كثر عليه الشعر حلقه } . وقد روى منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن { النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطلى وولي عانته بيده } كذا قال ابن عقيل

وقد سبق الكلام في النورة في المفردات في فصول الطب .

التالي السابق


الخدمات العلمية