الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عنه مرفوعا { خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره } رواه أحمد والترمذي وقال حسن غريب وابن حبان في صحيحه .

وروى أبو داود ثنا ابن بشار ثنا أبو عامر وأبو داود قالا ثنا زهير بن محمد حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل } إسناد جيد وموسى حديثه حسن .

ورواه الترمذي عن ابن بشار وقال حسن غريب ورواه أحمد

. قال الشاعر [ ص: 557 ]

وما صاحب الإنسان إلا كرقعة على ثوبه فليتخذ من يشاكله

ولأبي داود من حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ، ومثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه } .

وفي الصحيحين عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة } وعن سهل بن سعد مرفوعا { المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يؤلف } رواه أحمد وروى أيضا من حديث معاذ بإسناد ضعيف { يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة قيل يا رسول الله وكيف قال ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم إلى بعض . } وللبخاري من حديث عائشة { الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف } ولمسلم من حديث أبي هريرة { الناس معادن كمعادن الذهب والفضة إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة }

وذكر كما تقدم ولأحمد عن عائشة قالت { ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا ولا أعجبه أحد إلا ذو تقى } ، وعن أبي السليل واسمه ضريب عن أبي ذر ولم يدركه مرفوعا { إني لأعرف كلمة . وقال عثمان آية لو أخذ الناس بها كلهم لكفتهم قالوا يا رسول الله أية آية قال : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } } إسناده ثقات رواه ابن ماجه ، وللنسائي معناه .

قال الخطابي في حديث أبي سعيد إنما أراد به طعام الدعوة دون طعام الحاجة ألا تراه يقول : [ ص: 558 ] { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } .

ومعلوم أن أسراهم الكفار دون المؤمنين ودون الأتقياء ; لأن المؤاكلة توجب الألفة وتجمع القلوب لقوله صلى الله عليه وسلم { فتوخ أن يكون خلطاؤك ذوي الاختصاص بك أهل التقوى } وروى أحمد ثنا عفان ثنا حماد أنبأنا علي بن زيد عن الحسن حدثني رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه { ما تواد رجلان في الله عز وجل فيفرق بينهما إلا حدث يحدثه أحدهما والمحدث شر ، والمحدث شر والمحدث شر } إسناد جيد ولأحمد من حديث ابن عمر { ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما } .

التالي السابق


الخدمات العلمية