غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وفي الأوائل : أول من قصد القصائد وذكر الوقائع امرؤ القيس . ولم يكن لأوائل العرب إلا أبياتا يقولها الرجل في حاجته وتعزيته وتاريخه وغير ذلك ، وأول قرن قصدت فيه القصائد وطول الشعر على عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف ، وامتلأ الكون من الشعراء والفصحاء حتى صار الشعر كالدين يفتخرون به وينتسبون إليه حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن المعجز ، فعارضوه بالشعر فأعجزهم بفصاحته وبلاغته ، وقطع دواعي معارضيه فلم يأتوا بمثل أقصر سورة ، فأعرضوا عن مصاقعة اللسان وتصدوا إلى مقارعة السنان لعجزهم عن أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه .

[ ص: 200 ] وأول من لطف المعاني في الشعر واستوقف على الطلول ووصف النساء بالظبا والمها والبيض امرؤ القيس . قال علي : رأيته أحسن الشعراء لأنه قال ما لم يقولوا ، وأحسنهم نادرة ، وأسبقهم بادرة ، ولم يقل الشعر لرغبة ولا لرهبة .

وقال بعض العلماء بالشعر : إن امرأ القيس لم يتقدم الشعراء ولكنه سبق إلى أشياء فاستحسنها الشعراء واتبعوه فيها فهو أشعر شعراء الجاهلية .

وقيل في حقه على لسان النبوة : { امرؤ القيس بيده لواء الشعراء } كما في مزهر اللغة للسيوطي .

وفي أوائل السيوطي أن أول من أرق الشعر والمراثي مهلهل بن ربيعة ، وهو أول من كذب في شعره . ولا شك أن أشعرهم أكذبهم .

وفي التوراة : أبو ذئب مؤلف زورا ، وكان اسم شاعر بالسريانية . وقد قيل : الشعراء أربعة : امرؤ القيس ، وطرفة ، والنابغة ، ومهلهل ، وأشعر الإسلاميين حسان بن ثابت .

التالي السابق


الخدمات العلمية