غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في قول الرجل لصاحبه كيف أصبحت وكيف أمسيت .

( فوائد : الأولى ) لا بأس أن يقول لصاحبه كيف أمسيت وكيف أصبحت .

قال الإمام أحمد رضي الله عنه لصدقة وهم في جنازة : يا أبا محمد كيف أمسيت ؟ فقال مساك الله بالخير .

وقال أيضا للمروذي : كيف أصبحت يا أبا بكر ؟ فقال له : صبحك الله بالخير يا أبا عبد الله .

وروى عبد الله بن [ ص: 296 ] الإمام أحمد رضي الله عنه عن الحسن مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الصفة { كيف أصبحتم } .

وروى ابن ماجه بإسناد لين من حديث أبي أسيد الساعدي { أنه عليه الصلاة والسلام دخل على العباس فقال السلام عليكم ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال كيف أصبحتم ؟ قالوا بخير نحمد الله كيف أصبحت بأبينا وأمنا أنت يا رسول الله ؟ قال : أصبحت بخير أحمد الله } . وروي أيضا عن جابر قلت { كيف أصبحت يا رسول الله ؟ قال بخير من رجل لم يصبح صائما ولم يعد سقيما } وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز ضعيف .

وفي حواشي تعليق القاضي الكبير عند كتاب النذور وأبو بكر البرقاني بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لو لقيت رجلا فقال لي : بارك الله فيك لقلت وفيك .

قال في الآداب الكبرى : فقد ظهر من ذلك الاكتفاء بنحو كيف أصبحت وكيف أمسيت بدلا من السلام وأنه يرد على المبتدئ بذلك ، وإن كان السلام وجوابه أفضل وأكمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية