غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( تنبيهات ) :

( الأول ) : صلة الرحم واجبة صرح بذلك الحجاوي في شرح الآداب وفي المستوعب . وعلى المؤمن أن يستغفر الله لوالديه وللمؤمنين ، وأن يصل رحمه ، وعليه موالاة المؤمنين والنصيحة . وفي الآداب الكبرى عليه صلة رحمه .

قال الحجاوي في شرح هذه المنظومة : يجب على الإنسان صلة رحمه لما في هذا الحديث يعني حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة تحت العرش يوم القيامة : القرآن يحاج العباد له ظهر وبطن ، والأمانة والرحم تنادي ألا من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله } .

قال الحجاوي : وقطيعة الرحم من الكبائر . انتهى .

وقال شيخ مشايخنا البلباني في آدابه : اعلم أنه يجب عليه أن تصل بقية رحمك وهم كل قرابة لك من النسب ، فصلتهم فرض عين عليك ، وقطيعتهم محرمة عليك تحريما مؤكدا ، فهي من أكبر الكبائر عند الله تعالى : وقد قرن الله سبحانه الأرحام باسمه الكريم في قوله جل من قائل { واتقوا الله [ ص: 353 ] الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } وذلك تنبيه عظيم على أن صلتها بمكان منه سبحانه ومقرب إليه ، وقطعها خطر عظيم عنده ، ومبعد عنه سبحانه .

قال المروذي : أدخلت على أبي عبد الله رجلا قدم من الثغر ، فقال لي قرابة بالمراغة فترى لي أن أرجع إلى الثغر أو ترى أن أذهب فأسلم على قرابتي وإنما جئت قاصدا لأسألك ، فقال له أبو عبد الله قد روي : { بلوا أرحامكم ولو بالسلام } استخر الله واذهب فسلم عليهم .

وقد ذكر أبو الخطاب وغيره في مسألة العتق بالملك قد تواعد الله سبحانه بقطع الأرحام باللعن وإحباط العمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية