غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( التاسعة ) يجوز تفسير القرآن العظيم بمقتضى اللغة العربية لا بالرأي من غير لغة ولا نقل ، فمن قال في القرآن برأيه أو بما لم يعلم فليتبوأ مقعده من النار وأخطأ ولو أصاب . لما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا { من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار } رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه . ومعنى قال في القرآن برأيه أي فسره بحدسه وفهمه وعقله . ومعنى فليتبوأ أي فليتخذ ويتهيأ وينزل منزله من النار .

وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال غريب عن جندب مرفوعا { من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ } قال في الآداب : ويقبل تفسير الصحابي ويلزم قبوله إن قلنا قوله حجة . وقال ابن تميم : يرجع إلى تفسير الصحابة للقرآن . قال وقال تفسير الصحابي كقوله ، فإن قلنا هو حجة لزم المصير إلى تفسيره ، وإن قلنا ليس بحجة ونقل كلام العرب في ذلك صير إليه ، وإن فسره اجتهادا وقياسا على كلام العرب لم يلزم . والمذهب أن قول الصحابي حجة ما لم يخالف نصا أو يعارض بمثله أو بأقوى منه فيرجع إلى تفسير الصحابة رضي الله عنهم ; لأنهم شاهدوا التنزيل ، وحضروا التأويل ، فهو أمارة ظاهرة لا التابعي ; لأن قوله ليس بحجة على المشهور .

قال في الفروع : إلا أن ينقل ذلك عن العرب . ولا يعارضه ما نقله المروزي عن [ ص: 405 ] الإمام : ننظر ما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن فعن الصحابة ، فإن لم يكن فعن التابعين لإمكان حمله على إجماعهم لا على ما انفرد فيه أحدهم . قاله القاضي ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية