غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في طلب الدعاء من المريض ، وأنه مجاب الدعوة .

( تتمة ) روى ابن ماجه ، ورواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك ، فإن دعاءه كدعاء [ ص: 13 ] الملائكة } وفي رواية { سلوه الدعاء ، فإن دعاءه كدعاء الملائكة } . قال في الفروع رواه ابن ماجه وغيره من رواية ميمون بن مهران عن عمر رضي الله عنه ولم يدركه قال : ومن العجب قول بعض الشافعية : إن سنده ضعيف ، وتقليد بعض الحنفية له واستحبه الآجري وغيره ، وقال الإمام أحمد رضي الله عنه : الأمراض تمحص الذنوب ، وقال لمريض تماثل يهنيك الطهور .

وروى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور } . وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المرضى ، والكفارات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ } ذكرهما الحافظ المنذري بصيغة التمريض إشارة لضعفهما والله أعلم .

وفي الفروع روى جماعة في ترجمة موسى بن عمير ، وهو كذاب عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله مرفوعا : { داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وأعدوا للبلاء الدعاء } ، وجماعة من أصحابنا وغيرهم يفعلون هذا ، وهو حسن ومعناه صحيح انتهى . قلت : أخرجه الطبراني بلفظ { حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء } ، وكذا أبو نعيم من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ { حرزوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل : ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه } ، وله شواهد عند البيهقي ، وقال : إنها منكرة ، وعند الطبراني وأبي الشيخ مرفوعا { ما عولج مريض بدواء أفضل من الصدقة } وأخرجه الديلمي أيضا والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية