مطلب : في كراهة 
أكل كل ذي رائحة خبيثة ، وأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس   . 
ثم ذكر 
الناظم  مسألة كراهة 
دخول المسجد لذي ريح منتنة   ; لأن ذلك ينشأ عن الأكل غالبا . فقال ( ومع أكل ) شيء ( شين ) مأخوذ من شانه يشينه ضد زانه يزينه أي قبيح ( العرف ) بفتح العين المهملة وإسكان الراء الريح طيبة ، أو منتنة وأكثر استعماله في الطيبة كما في القاموس هكذا في عدة نسخ . 
وفي النسخة التي شرح عليها 
الحجاوي  رحمه الله ومع نتن بدل شين بإسقاط لفظة أكل وبعدها اكره ( إتيان مسجد ) فتصير على التي شرح عليها  
[ ص: 96 ] الحجاوي  ومع نتن العرف واكره إتيان مسجد والنتن الرائحة الكريهة والتي في النسخ سواها أولى من جهة اللفظ والمعنى . 
أما اللفظ ، فإنه أرشق في العبارة وأسلس في النظم ، والوزن وأسلم من العلل ، فإن وزنه مستقيم بخلاف ما ذكره  رحمه الله ، وأما المعنى ، فإن تكرار الكراهة في البيت مرتين غير رشيق في المعنى . نعم هو أشمل من كون ذلك الريح الكريه ناشئا عن أكل ، أو غيره لكن هذا يفهم من علة الكراهة وحاصل ذلك كله أنه يكره 
أكل كل ذي رائحة كريهة من ثوم وبصل وفجل وكرات لأجل رائحته الخبيثة سواء أراد دخول المسجد ، أو لم يرد . 
نعم تتأكد الكراهة لمريد المسجد لقول النبي :  صلى الله عليه وسلم { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=11543إن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه الناس    } رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه  ، فإذا أكله فينبغي له أن لا يقرب المسجد قبل زوال رائحته إلا من حاجة لقوله  صلى الله عليه وسلم { 
من أكل من هاتين الشجرتين فلا يقربن مصلانا    } وفي رواية { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=35640فلا يقربنا في مساجدنا    } . رواه 
الترمذي  ، وقال حسن صحيح 
، وليس أكل ذلك بمحرم لما رواه 
الترمذي  ، وقال حسن صحيح عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب  رضي الله عنه { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3054أن النبي  صلى الله عليه وسلم بعث إليه بطعام لم يأكله النبي  صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي :  صلى الله عليه وسلم فيه الثوم قال : يا رسول الله أحرام هو ؟ قال : لا ، ولكن أكرهه من أجل ريحه    } . 
وروي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  رضي الله عنه في رواية مرجوحة أنه يأثم بأكله ; لأن ظاهر النهي التحريم لأن أذى المسلمين حرام ، وفي أكله أذاهم ذكره في المغني والمذهب الكراهة فقط ، ومحل ذلك إذا لم ينضج بطبخ ، وإلا فلا كراهة وسيأتي الكلام على آداب دخول المساجد عند قول 
الناظم  وافتقدها عند أبواب مسجد إن شاء الله تعالى .