غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في بيان أطيب المياه وأعذبها وأنفعها وبيان امتحان أي الماءين أخف .

( الثالثة ) : أطيب المياه وأعذبها وأنفعها كما في الهدي أن يكون مشتملا على عشرة أوصاف : أن يكون صافيا . وأن لا يكون له رائحة . وأن لا يكون له طعم وأن يكون خفيفا في الوزن رقيق القوام .

وامتحان ذلك أن تبل قطنتان متساويتان في الوزن بماءين مختلفين ، ثم يجففان تجفيفا بالغا ، ثم يوزنان فأيهما كانت أخف كان ماؤها كذلك ، وأن يكون طيب المجرى [ ص: 145 ] والمسلك . وأن يكون بعيد المنبع . وأن يكون بارزا للشمس والريح ، وأن يكون سريع الحركة ، والجري ، وأن يكون كثيرا فتدفع كثرته الفضلات المخالطة له ، وأن يكون آخذا من الشمال إلى الجنوب ومن المغرب إلى المشرق .

وإذا اعتبرت هذه الأوصاف فلا توجد في غير الأنهار الأربعة : النيل ، والفرات وسيحان وجيحان ، وهي من أنهار الجنة . وأردأ الماء ما كان مجراه في رصاص ، أو كانت بئره معطلة لا سيما إن كانت تربتها رديئة فهذا الماء وبيء وخيم والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية