( المقام الثاني ) في بعض
عقوبات من أطلق نظره في الدنيا ممن أراد الله به خيرا ليزجره عن المعصية بإرسال ذلك . روى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5567أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يتشلشل دما ، فقال له مالك ؟ قال مرت بي امرأة فنظرت إليها فلم أزل أتبعها بصري فاستقبلني جدار فضربني فصنع بي ما ترى ، فقال : إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا عجل له عقوبته } .
وروى الإمام
الحافظ ابن الجوزي في تبصرته بسنده عن
أبي يعقوب النهرجوري قال : رأيت في الطواف رجلا بفرد عين وهو يقول في طوافه أعوذ بك منك ، فقلت له ما هذا الدعاء ؟ فقال : إني مجاور منذ خمسين سنة فنظرت إلى شخص يوما فاستحسنته فإذا بلطمة وقعت على عيني فسالت على خدي فقلت آه فوقعت أخرى وقائل يقول لو زدت لزدناك .
وروي بسنده عن
عبد الرحمن بن أحمد بن عيسى بن أبي الأذان قال : كنت مع أستاذي
أبي بكر الدقاق فمر حدث فنظرت إليه ، فرآني أستاذي
[ ص: 91 ] أنظر إليه ، فقال يا بني لتجدن غبها ولو بعد حين ، فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي ذلك الغب ، فنمت ليلة وأنا متفكر فيه فأصبحت وقد نسيت القرآن كله .
وفي تاريخ مكة
للأزرقي قال
أبو بكر بن أحمد بن نصر الدقاق الكبير قدس الله سره : جاورت
بمكة عشر سنين فكنت أشتهي اللبن ، فغلبتني نفسي فخرجت إلى
عسفان واستضفت حيا من أحياء
العرب ، فنظرت إلى جارية حسناء بعيني اليمنى فأخذت بقلبي ، فقلت لها قد أخذ كلك بكلي فمالي لغيرك مطمع ، قالت تفتح بك الدواي الغالبة ، لو كنت صادقا لذهبت عنك شهوة اللبن ، قال : فقلعت عيني اليمنى التي نظرت بها إليها ، فقالت مثلك من نظر لله تعالى ، فرجعت إلى
مكة وطفت أسبوعا ثم نمت فرأيت في منامي
يوسف الصديق عليه السلام ، فقلت يا نبي الله أقر الله عينيك لسلامتك من
زليخا ، فقال لي يا مبارك بل أنت أقر الله عينيك بالسلامة من العسفا ، ثم تلا عليه السلام {
ولمن خاف مقام ربه جنتان } فصحت من طيب تلاوته ورخامة صوته وانتبهت وإذا بعيني المقلوعة صحيحة .
وفي تبصرة
ابن الجوزي بسنده إلى
أبي بكر الكتاني قال : رأيت بعض أصحابنا في المنام فقلت ما فعل الله بك ؟ قال عرض علي سيئاتي فقال فعلت كذا وكذا ، فقلت نعم ، قال وفعلت كذا وكذا ، فاستحييت أن أقر ، فقلت : فما كان ذلك الذنب ؟ قال مر بي غلام حسن الوجه فنظرت إليه .
قال
ابن الجوزي : وقد روي عن
أبي عبد الله الزراد أنه رئي في المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي كل ذنب أقررت به إلا ذنبا واحدا استحييت أن أقر به ، فأوقفني في العرق حتى سقط لحم وجهي ، قيل ما الذنب ؟ قال : نظرت إلى شخص جميل .
وقد أنهيت الكلام بما لعل فيه كفاية في هذا الباب في كتابي قرع السياط في قمع أهل اللواط . والله أعلم .