غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : الحيوانات التي تمتنع لبس جلودها .

( وكل السباع ) من الأسد والنمر والذئب ونحوها ( احظر ) امنع لبس شيء من جلودها لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك لنجاستها وعدم طهارتها بالدباغ ( ك ) ما تمنع لبس جلد ( هر ) أي سنور البر .

وأما السنور الأهلي فلا شك في المذهب في حرمته وحرمة لبس جلده .

قال في الإنصاف : وأما سنور البر فالصحيح من المذهب أنه حرام ، صححه في التصحيح .

قال الناظم : هذا أولى .

وفي الفروع : يحرم سنور بر على الأصح .

واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وجزم به في الوجيز ، وهو ظاهر ما جزم به في المنور ومنتخب الأدمي ، وجزم به في الإقناع والمنتهى وغيرهما .

وعنه يباح .

وأطلقهما في الكافي والمحرر والإشارة للشيرازي والبلغة .

وقد روى البيهقي وغيره عن أبي الزبير قال { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الهرة وأكل ثمنها } .

وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنور } فقيل : محمول على بيع الوحشي الذي لا نفع فيه وقيل : نهي تنزيه حتى يعتاد الناس هبته وإعارته كما هو في الغالب ، وتقدم هذا .

وقول الناظم ( بأوطد ) متعلق ب احظر ، أي : بأثبت وأولى من اللواتي [ ص: 270 ] قبله .

وجه الأولوية : أما في الأهلي فلأنه حرام بلا خلاف في المذهب ، وأما في البري فلأن القول بإباحته دون القول بإباحة تلك كما هو مشروح إن كنت ذا تفطن ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية